ترتفع كل يوم من حولى
الاسوار
تحجب عن عينى
كل الانوار
لا ارى نور الشمس
لا ارى ضوء الفجر
كل ما حولى اسوار
واسوار
تنبت من العدم
فى شوارع البحر
لا ارى الا الظلام
فى شوارع القمر
لا ارى الا الضباب
فى شروق الشمس
لا يحيطنى الا الدمار
تحيطنى اسوار
اسوار من الاحزان
اسوار من الالام
تصهرنى كل الاوجاع
وتخنقنى كل خيوط الايام السوداء
تطير فوق راسى
افكار جدباء
مقيدة بكل الاسوار
لا ارى سوى اللون الاصفر
لون رمال الصحراء
لا اسمع سوى حفيف الساعات
تزحف وتلتف حول عنقى اللحظات
ارتجف ولا ارى امامى
سوى
الاموات
واسوار من الجثث
تخنقنى رائحة الموت المنتشرة حولى
تخنقنى ستائر سوداء
تظللنى
تعمى بصرى
فلا ارى امامى سوى الاسوار
تتجمع حولى وتقترب منى
وتحطمنى
اسوار سوداء
تحجب عنى
كل معانى الحياة
تلقى بى الى بئر سوداء
اغرق فى الماء
ماء عميقة سوداء
تتجمع فيها ارواح الموتى
تنتزع منى كل بريق حياة
اسوار البئر تخنقنى
تعتصرنى
فلا ارى سوى اللون الاسود
رفيق يومى
فى ظلمة الليل
ابحث عن منفذ
ولكن
ما من منفذ
فكل الاشياء اليوم
تساوت
كل الاحجار تراصت
كل الثغور
فى وجهى اغلقت الباب خلفها
وتحيط بى
اسوار سوداء
تحجب عنى حتى قطرات الماء